يستقبل مرضى السكري الشهر الكريم، بالفرحة الممزوجة بالقلق، ففي هذا الشهر سيضطرون إلى تغيير طبيعة الحياة المنظمة التي يعيشونها، ويتحرق كثيرون منهم لتأدية الفريضة، فيصومون من دون استشارة الأطباء .
مما قد يؤدي إلى إصابتهم بأعراض جانبية بالغة الخطوة، في حال كانت حالاتهم لا تسمح بالصيام. والمعروف أنه لا يوجد رأي طبي نهائي، بشأن صيام أو إفطار مرضى السكري، فلكل حالة طبيعتها، هذا فضلاً عن وجود نوعين من السكري، الأول: الذي يعتمد في العلاج على الأنسولين، والثاني الذي يعالج بالعقاقير التي يتم تناولها عن طريق الفم، أو من خلال الحميات الغذائية، أو الاثنين معاً .
فكيف ومتى يصوم مرضى السكري ومتى يفطرون؟
وكم عدد مرات فحص الدم الواجب عليهم عملها يوميا؟
وكيف يتصرف مريض السكري في حال تعرض للهبوط أو الغيبوبة خلال نهار رمضان؟ الإجابة على هذا الأسئلة وغيرها خلال السطور المقبلة .
السكري والصياميقول الدكتور حقي إسماعيل مدير مجمع الإحسان الطبي بعجمان: في مثل هذا الشهر الفضيل شهر الصوم والعبادة، يأتينا الكثير من المرضى المصابين بداء السكري، بحثا عن الاستشارة أو النصيحة، وأيضا لإرشادهم عن كيفية تناول الدواء
أثناء فترة الصيام، ونحن عادة ما ننصح هذه الشريحة بأكثر من نصيحة .
فالمرضى المصابون بالنوع الثاني من مرض السكر ( البدينين) والذين يتبعون نظاما غذائيا خاصا . يمكنهم الصوم بدون أي مش
، لأن الصوم يساعدهم على تخفيف الوزن وتخفيض مقاومة الجسم للأنسولين .
أما المرضى الذين يحتاجون إلى تناول أقراص عن طريق الفم لتخفيف نسبة السكر في الدم، وهو من النوع الأول فعلى الصائم تناول جرعة واحدة من الأقراص يوميا ، يتناولها مع وجبة الإفطار في المغرب، و النوع الثاني من المصابين بمرض السكري يتناول جرعتين من الأقراص يوميا ، حبة مع وجبة الإفطار .
والثانية يأخذها المريض مع وجبة السحور، وفي حال أراد المريض تخفيض الجرعة عليه في هذه الحالة استشارة الطبيب حتى لا يصاب بهبوط شديد في مستوى السكر في الدم، وفي كل الأوقات أنصح المرضى بمرض السكري استشارة طبيب عربي لا أجنبي .
كمية الأكلوحول نوع الغذاء الذي على المريض تناوله والكمية المحددة أوضح الدكتور حقي إسماعيل: على المريض بمرض السكري أولا المحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية وذلك بناء على تخفيض نسبة الأنسولين، وتقسيم كمية الطعام المحددة يوميا إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين سوف نأتي على ذكرها في تحديد أنواع الأكل والفاكهة، المهم أولا الإقلال من تناول المواد الحاوية على السكريات الأحادية .
وكذلك المواد التي تكون سببا في زيادة الوزن. كما يجب على المريض الإكثار من تناول الماء في وقت الإفطار لتعويض فترة الصيام، حتى لا يتسبب ذلك في انخفاض مستوى السكر، وعليه ان يعرف أهمية الكمية التي عليه أن يأكلها ونوعيتها فهي تساعد كثيرا على تجنب الإصابة بأية تفاعلات مرضية أو صحية .
ونصيحتي لكل المصابين بالمرض أن يتجنبوا بقدر المستطاع شرب العصائر بمختلف أنواعها، فهي تحتوي على كمية عالية من السكريات، والاستعانة عوضا عنها بأكل الفاكهة الطبيعية مثل التفاح والبرتقال والفروالة والجزر والخيار .
وقد يسأل سائل لماذا تفضل الفاكهة الطبيعية؟ وردا على هذا السؤال يجب أن نعلم ان الفاكهة إضافة إلى احتوائها على كمية معقولة من سكر الفواكه وهو سكر ثنائي، فهي تحتوي علي الألياف المفيدة لمرضى السكري، شريطة أن تؤكل هذه الفواكه من بعد الإفطار وحتى وجبة السحور وفي أوقات متباعدة، وينصح أيضا بأكل وجبة السحور قبل النوم بساعتين على الأقل .
ثلاث تمرات عرف عند العرب بأن ثلاث حبات من التمر بمثابة وجبة متكاملة، ولذلك دأب العرب على أن تكون التمور هي الفاكهة التي تتصدر المجلس، لكن ماذا يقول الطب في ذلك، يقول الدكتور حقي إسماعيل: نعرف جميعا ان طبق التمر موجود في كل بيت ولا غناء عنه .
وفي رمضان يتبارك الناس بهذه التمرات ويفطرون بها مع شرب القهوة العربية. وبالنسبة للأصحاء ليس بالضرورة عدد التمرات التي تؤكل، لكن للمرضى بداء السكري ننصحهم بتناول ثلاث تمرات فقط، وذلك لاحتوائها على نسبة سكريات مرتفعة،
وقد أثبتت الدراسات ان أكل ثلاث تمرات فقط تعادل أكل حبة من البرتقال أو من التفاح، وأيضا تعادل صحن من الجزر أو الخيار، وخلاصة الأمر ان الغذاء ونوعه وتوقيته له دور كبير في تجنب المضاعفات الصحية والمرضية ، وتساعد المريض القيام بواجباته الدينية من صوم وعبادة في جو آمن ومريح وبعيدا عن الخوف والقلق .